»زويل« عاقل يستخدمه النظام لأغراض سياسية
ياسر شوري يبدو أن الدكتور محمد البرادعي قد دخل بالفعل الي عش الدبابير وأن الحرب ضده لن تكون عادية أو هادئة فالرجل الذي لا يملك حتي الآن سوي تاريخه العلمي ورغبته الصادقة في الإصلاح قض مضاجع النظام، ودفعه دفعا الي البحث عن كل وسيلة للقضاء عليه.ومع بداية العد التنازلي لعودة البرادعي للقاهرة والمقرر لها غدا ـ الجمعة ـ بدأت حرب النظام ضده تأخذ أبعادا جديدة بدت ملامحها خلال الأيام الماضية.. الحرب الجديدة الهدف منها البرادعي ولكن بطريق غير مباشر بهدف تصفيته معنويا وعزله وسط المجموعات المؤيدة له.. أما الأسلوب فهو أسلوب مبتكر يقوم علي تلميع عالمين مصريين هما الكتور أحمد زويل والدكتور محمد النشائي أستاذ الفيزياء بجامعة بروكسل، وإلصاق كل نقيصة بالدكتور البرادعي في الوقت نفسه. ومع الاحترام للعلماء الثلاثة فإن المتابع لعمليات التلميع التي تجري لزويل والنشائي يكتشف أن مايتم ليس وليد الصدفة وإنما كلها أمور تم ترتيبها بليل لإظهار زويل والنشائي بصورة أبناء مصر البررة المخلصين والبرادعي الابن العاق الطامع في الرئاسة. ولا يخفي علي المتابع لتلك المياه التي جرت في النهر أن التلميع له أسباب أهمها ما أظهره العالمان بقصد أو بدون قصد من زهد في السياسة بل وتجاوز أحدهما مرحلة الزهد في الرئاسة الي مدح الرئيس ونجله جمال.. حدث ذلك من الدكتور النشائي الذي قال نصا في أحد حواراته: »إن الرئيس مبارك واحد من ثلاثة أشخاص فقط يفهمون ما يحدث في الشرق الأوسط، ومن الطبيعي أن يكون هو الشخص الأقدر علي قيادة مصر في الفترة الحالية والمقبلة«. وتجاوز النشائي في المدح وانتقل الي جمال مبارك وقال أما في حالة عدم ترشح الرئيس مبارك فإنه يتمني أن يختار الشعب جمال مبارك مرجعا ذلك الي أنه تربي في بيت عسكري وهو بذلك يكون قد جمع لأول مرة لكل ما نحتاجه في الفترة الحالية وجمعه ما بين المدنية والتربية العسكرية، ولم يفت النشائي الذي يرقد هذه الأيام مريضا بأحد المستشفيات ـ شفاه الله ـ الفرصة لانتقاد الأحزاب السياسية المعارضة وقال النشائي: »إن أحزاب المعارضة عايزة تفرج علينا العالم« متجاوزا بذلك حتي آراء كبار الحزب الحاكم في المعارضة، واستطرد النشائي قائلا: »إن حزبا ضرب أعضاؤه بعضهم بالأحزمة لا يستحق مطلقا تولي الرئاسة وأضاف أن هذا الوضع ينطبق علي كل الأحزاب ما عدا الحزب الوطني، وأنه في ظل هذا الواقع المرير لا يجد أمامه سوي الحزب الحاكم«. والحقيقة فإن الراصد لبدايات النشائي منذ ظهوره علي الساحة المصرية قبل عشر سنوات لا يصدمه هذا الكلام فالرجل طرح نفسه إعلاميا علي أنه عالم الحزب الوطني، وسعي جاهدا الي ذلك وهرول الي ندوات الحزب الذي أبدي اهتماما فاترا بالنشائي استمر سنوات طويلة قبل حملة التلميع الحالية. والدكتور النشائي تدل سيرته في مصر عن سعيه الدائم الي الظهور في سلوك غريب علي العلماء لذلك فليس جديدا مدحه للحزب الحاكم وقدحه في المعارضة، وليس غريبا أيضا أن النشائي الذي تجاهله الحزب الوطني طوال هذه السنوات يعود اليه ثانية لتلميعه بعد ظهور البرادعي، فالنظام يريد أن يقول للجميع إنه يحتفي بالعلماء بشرط بعدهم عن السياسة أو بالأصح البعد عن كرسي الحكم. وإذا كان الدكتور النشائي قد أعلن تأييده للرئيس مبارك ومن بعده لجمال فإن أحاديثه الأخري لا تخفي رغبته في الوصول الي كرسي الوزارة خاصة تصريحاته التي انتقد فيها وزير التعليم العالي الدكتور هاني هلال مؤكدا أنه لا توجد سياسة بحث علمي في مصر رغم توفر مئات العلماء القادرين علي النهوض بها، ووصف من في وزارة التعليم العالي بأنهم لا يفهمون في البحث العلمي وكأنه يقول للجميع إنه الوحيد الذي يصلح لمنصب الوزير. ولم ينس الدكتور النشائي في مزاد التصريحات والتلميع أن يبرر فشل مشروع »النانو تكنولوجي« الذي تبناه في مصر، وقال: »المشروع كان ماشي كويس، وفي لحظة تعطل لأسباب ليس من الحكمة التطرق اليها«، وأضاف أنه ليس كل ما هو حقيقي يقال، وليس كل ما يقال يذاع، وليس كل ما يذاع يفيد. وأضاف: إن الميزانية التي طرحها للمشروع كانت 50 مليون دولار فقط وفوجئ بإبلاغه أن هذا المبلغ كبير جدا وقال إنه وقتها »اتخض« ليس لأن البعض يعارضه، وإنما بسبب عدم فهم البحث العلمي في بلد كبير مثل مصر، والمبلغ الذي طرحه كما يقول مبلغ تافه بالنسبة لمصر حتي أنه قال إنه سيدفع الفلوس من جيبه ولم يهتم أحد. اكتفي الدكتور النشائي بهذه الكلمات التي يحافظ بها علي شعرة معاوية بينه وبين النظام وكأنه يقرأ المستقبل ويعرف أن النظام في مصر لن يتجاهل كل هذه الكلمات التي قالها في غرامه عالم مصر من الممكن أن يتم تقديمه كمقابل لنموذج البرادعي الطامع في الرئاسة والحكم. وإذا كان تلميع النشائي من قبل النظام وصحف الحكومة خلال الأيام الماضية طبيعيا علي اعتبار أن الرجل يرتمي في حضن الحزب الوطني منذ سنوات فإن الغزل المتبادل بين الدكتور أحمد زويل والنظام يبدو غير طبيعي خاصة مع ملاحظة أن الزيارة الأخيرة لزويل في القاهرة بدأت بهجوم كاسح عليه، وتعلق الهجوم بما ينفقه علي الحفلات والعزومات التي يقيمها لأصدقائه في القاهرة، ووصل الهجوم ذروته عندما منع الأمن ندوة للدكتور زويل كان يرغب في إقامتها بدمنهور بمشاركة الشاعر فاروق جويدة حيث مسقط رأس العالم والشاعر بمحافظة البحيرة. ورغم هذه البداية غير المبشرة بين النظام وزويل والتي تبدو عادية في ظل تحفز النظام تجاه الأسماء التي ترددت لتولي الرئاسة في مصر ومن بينها الدكتور زويل فإن هذه العلاقة المتوترة تغيرت فجأة بعد أن أعلن الدكتور زويل أنه في القاهرة بصفته مبعوث الرئيس أوباما، ولن يتحدث في السياسة أو غيرها، فهي من الأمور البعيدة عن تخصصه العلمي أو مهمته التي حضر الي القاهرة من أجلها. وبدأت العلاقة تتحسن تدريجيا لتتحول في النهاية الي »سمن علي عسل« فقد نشرت الصحف بشكل بارز بعد تصريحات زويل بالبعد عن السياسة أنه أجري مكالمة هاتفية مع الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة حذره خلالها من التهاون في التعامل مع إنفلونزا الخنازير مؤكدا أنها ظاهرة خطيرة تتطلب الحسم والحكمة في التعامل معها. وجاء تسريب هذه المكالمة بعد إعلان مصر عن انحسار موجة إنفلونزا الخنازير وأكدت الصحف أن الدكتور زويل طالب بتوخي الحذر من هجوم جديد للفيروس وتوقع بدايته بعد 12 أسبوعا. ونقلت وسائل الإعلام الحكومية بعد ذلك لقاء الدكتور زويل في صالون الأوبرا الذي انتقد فيه بشدة سياسة التعليم وقال إن المدارس الأجنبية في مصر جزر منعزلة والأسرة تنفق 30٪ من ميزانيتها علي التعليم ورغم ذلك يقولون إنه مجاني. وأكد زويل في الحديث نفسه أن البنية الأساسية للتعليم ضعيفة جدا والتلقين مازال أساس المناهج التعليمية ومنظومة التعليم مشتتة، وهناك تزايد في الاتجاه نحو التجارة بالتعليم، ووضع زويل التعليم في منزلة الأمن القومي وقال: الاهتمام بالبحث العلمي أهم من أولويات الدفاع عن مصر، وهذا الكلام بالطبع كلام عظيم يصدر عن عالم عظيم لاقي استحسانا شعبيا.. ولكن الغريب هو الحفاوة التي قابلها النظام بالدكتور زويل وبكلماته خاصة بعد أن اطمأن الي نوايا زويل. ومع التأكيد أن الدكتور أحمد زويل رجل عاقل، ولا يسعي لمنصب في مصر ولا يريد من النظام شيئا فإن ما فعله النظام من تلميع لزويل وضعه في مواجهة ومقارنة مع البرادعي المغضوب عليه من النظام!! والحقيقة أن النظام وجد تشابها كبيرا وقواسم مشتركة بين العلماء الثلاثة تمكنه من ممارسة لعبة الكراسي الموسيقية مع ثلاثتهم، وحرقهم بعد ذلك فالدكتور زويل يحمل نفس سمات الدكتور البرادعي بما في ذلك العقلانية، والجذورالضاربة في تراب مصر، وكلاهما له رصيد كبير لدي الناس لذلك أراد تلميع زويل قبل وصول البرادعي غدا الجمعة ليصبح زويل هو النموذج الأمثل للعالم وقد يصل الأمر الي تحقيق مشروع زويل المعطل بفعل فاعل إذا احتاج الأمر بعد ذلك. ويشترك الدكتور زويل مع الدكتور النشائي بأن كليهما كان يحمل طموحا لعمل مشروع علمي ضخم بمصر وبميزانية ضخمة تخلد اسمه في التاريخ،وكلاهما أجهض النظام حلمه مبكرا، وعاد مرة أخري ليداعبهما بإمكانية تنفيذ مشروعهما العلمي بعد عشر سنوات من طرح تلك الأفكار. وإذا كان الدكتور النشائي قد ابتلع طعم النظام برغبة منه في ذلك فإن زويل بالتأكيد لن يصل الي هذا الأمر، وأن لديه مشروعا سياسيا يقف جنبا الي جنب مع مشروعه العلمي يعرفه القريبون منه جيدا ولكنه لا يريد الخوض في غمار السياسة وألاعيبها علي أمل أن الإصلاح العلمي قد يدفع الي الإصلاح السياسي ويفضل زويل أن يبقي عالما لكل المصريين من أن يكون سياسيا تؤيده فئات عريضة ولكنها عاجزة عن الوصول به الي أبعد مما هو فيه الآن. أما الدكتور البرادعي فقد أراد أن يقول كلمته في الإصلاح وأن يناضل من أجلهما حتي لو استدعي ذلك غضب النظام وتحويله الي ابن عاق بعد أن كان رمزا يشرف مصر في المحافل الدولية.
عصمت قينون
مصر
أم كلثوم وبطل الفلوجه سيد طه
مصر
يا مصر .. غلاوتك مش كلام مكتوب .. غلاوتك احساس ساكن فى القلوب
يا أحب بلاد الدنيا الى نفسى وقلبى ..
محمد طلعت محمد
محمد طلعت محمد/ مصر
الشيخ الشهيد /عماد عفت
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق